فمثلاً من الكلام المحمود: لا إله إلا الله التي هي مفتاح الجنة، ولا يدخل العبد الجنة إلا إذا كان معه بطاقة مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا من الكلام، ومن الكلام بل أفضل الكلام: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {أفضل الكلام أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والجنة قيعان غراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر} {سبحان الله وبحمده من قالها حين يصبح مائة مرة لم ياتي أحد يوم القيامة بما جاء به} .
هذا كله كلام، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلام، الدعوة إلى الله كلام، الإحسان إلى الناس كلام، كيف أصبحت يا فلانة؟ وكيف أمسيت وكيف الأحوال؟ وعساك مرتاحة؟ هذا كلام، ولكنه محمود يحبه الله ويرضاه، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {الكلمة الطيبة صدقة} كونكِ تتكلمين بكلمة طيبة: إما أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو دعوة، أو إصلاح، أو تطييب خاطر مسلمة، أو سؤال عن حالها، أو أي أمر من الأمور التي فيها خير، أو حتى تعليم المرأة بشيء تحتاجه في دنياها، مثل كونك علمت امرأة كيف تقوم بأمور بيتها، وكيف تربي أولادها، وكيف تخدم زوجها، وكيف تستقبل زوجها، وكيف تعيش حياتها، وكيف تحل مشكلاتها، كيف تعلم، كيف تخيط، كيف تطبخ، كيف كيف، علمتها حتى الأمور الدنيوية، هذا كله صدقات، فإذا لم يكن عندك مال تتصدقين به فتصدقي بهذا الكلام تؤجرين عليه.
إذاً: الكلام في حد ذاته ليس مذموماً، وكوننا نقول: إن المرأة تحب الكلام وأنها كثيرة الكلام هو ليس عيباً، لأن الكلام محمود بعضه، فإذا كان كلامها في هذا المحمود فهذا شيء تشكر عليه، وتمدح عليه، وتثاب عليه في الآخرة.