أما الأشياء التي لا تنفعها مثل أخبار الناس والغادين والرائحين، وفلانة تزوجت، وفلانة أنجبت، وفلانة توظفت، وفلانة فيها، وفلانة ما فيها، فهي لا تهتم بهذا، وإن كان هناك قدر معقول من الأخبار لا يلام أحد عليه، مثل: كون واحدة تقول: زميلتي تخرجت، وزميلتي أنجبت، هذا أمر عادي، لا أحد يقول: لماذا هذا؟ لكن أحياناً يزيد عند بعض النساء حتى يصبح كل همها هو متابعة أخبار النساء، وكأنها موكلة بما فعلت النساء وما فعل الناس رجالاً ونساء، ولذلك تجدين -مثلاً- قضية الإشاعات في المجتمع، عندما تقع أية قضية ولو كانت تافهة في المجتمع أو قضية شخصية أو بيتية يدور حولها مئات بل ألوف من الإشاعات، كلها باطلة وكاذبة؛ لأن بعض هؤلاء النساء عندهن حب الاستطلاع فتسأل وتسأل، وعندما لا تحصل على معلومات تختلق أشياء من عندها، وتقول: يمكن كذا، ويمكن كذا.
مثلاً: لو فرضنا أن مدرسة في إحدى المدارس استقالت من هذا التدريس في المدرسة، وهناك امرأة عندها حب استطلاع في غير محله فإنها سوف تسأل: لماذا استقالت فلانة من التدريس؟ لماذا؟ ولماذا؟ عندما تجلس مع أناس تسأل: لماذا استقالت وهي مدرّسة جيدة ومحبوبة عند الطالبات؟ ولماذا تستقيل؟ فما وجدت أحد يجيبها إلا بجواب عادي وهو أنها تعبت، وعندها أطفال، وربما زوجها ألح عليها، والمهم أنها استقالت، لكن ما أقنعها هذا الجواب؛ فبدأت تخلق إشاعات، وقالت: والله ما ارتاحت لمديرة المدرسة، يمكن الموجهة، يمكن عليها ملاحظات، يمكن يمكن، ثم تنشر هذه الإشاعات الباطلة بين الناس، فتتحول عند الناس إلى حقائق بعدما كانت ظنوناً وأوهاماً و (يمكن) صارت (أكيد) عند ناس آخرين، فهذا جانب من قضية حب الاستطلاع، إذا وظفتها المرأة في غير مصلحة.
لكن إذا كانت المرأة تعرف مصلحتها جعلت حب الاستطلاع اهتماماً بدينها وخلقها، بل وبأمورها الدنيوية من أمورها الشخصية أو البيتية أو العائلية أو ما أشبه ذلك.