أيها الأحبة يجب أن نكون صرحاء في موالاتنا للإسلام، وللدين، وكونك من رواد المسجد هذا يقتضي منك تبعات وتكاليف، والمسألة ليست مجرد كلام باللسان! وليست مجرد أعمال تؤديها في وقتٍ من الأوقات! لا، المسألة مسألة أنه يجب أن يكون قلبك مليئاً بمحبة الله ورسله ومحبة أوليائه، فإذا سمعت مثلاً بما لا يرضي الله تعالى من النيل من أولياء الله بالأقوال، أو سمعت ما لا يرضي لله تعالى من مساعدة الكفار وإعانتهم على المسلمين أو غير ذلك؛ فإن أقل ما يجب عليك أيها المسلم: هو أن تنزعج من ذلك وتضيق به ذرعاً ويسوءك هذا الأمر، أما أن تشعر أن الأمر لا يعنيك؛ فهذا دليل على خللٍ كبير في إيمانك، وليست القضية بالضرورة أن يكون شخص تعرفه أو جارك أو زميلك في العمل، ليس ضرورياً، المفروض أنك لو سمعت ظلم وقع على مسلم في الصين أو في السند أو في الهند أو في الشرق أو في الغرب؛ أنك تنزعج لذلك، وتشعر بالقلق، وتشعر بالخوف لمثل هذا الأمر، وتضيق منه كما لو كان الأمر وقع إلى جارك الذي في منزلك.
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإيمان كيف تفرقت قلوبنا، فأصبحنا نسمع بمصائب المسلمين وكوارثهم في بلاد الله كلها، في مشرق الأرض ومغربها، ونهنأ بعيشنا وأكلنا وشربنا وحياتنا، وكأن الأمر لا يعنينا، بل نشارك أحياناً في مثل هذه الأمور ونساعد عليها، ونؤيد أقل ما نؤيد فيه بالكلام، فإذا تُكلم في مسلمين هنا أو هناك، وجدت أن بعضنا قد يتكلم في حقهم، وقد ينال منهم بغير حق، وقد يتهمهم بما هم منه أبرياء، هذا من الظلم الذي لا يحبه الله ولا رسوله، ولو كان هذا الظلم على كافر لكان مذموماً، فإنه حتى الكافر لا يجوز أن تنال منه بغير حق، فما بالك إذا كان على مسلم يشترك معك في الشهادتين، ويصلي معك إلى القبلة! بل ما بالك إذا كان هذا الظلم واقعاً على أناسٍ من صفوة المسلمين، ومن خيارهم من العلماء، أو الدعاة، أو طلبة العلم، أو غيرهم!