الصدق مع الله

أدعوكم -مرةً أخرى، أيها الإخوة- في هذه الليلة المباركة: إلى أن تصدقوا الله تعالى في دعواتكم، وإذا كنا عجزنا بوسائلنا المادية المباشرة عن تحقيق ما نعتقد أنه خير للإسلام والمسلمين، فإن الله تعالى على كل شيءٍ قدير، ونحن إذ نسأله فإنما نسأل مليئاً يملك خزائن السماوات والأرض، ولا يتعاظم شيئاً أعطاه البتة، لكن نحتاج فقط إلى شيءٍ واحد، نحتاج إلى الصدق، وأن نجمع قلوبنا على دعائه وسؤاله، يقول عليه الصلاة والسلام: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة وأعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ} فاصدقوا الله ولا تحتقروا أنفسكم، لا كبيراً ولا صغيراً، ربما الشيخ الكبير يرحم الله تعالى شيبته، وربما شاب حديثاً السن لم تكتب عليه ذنوب كثيرة، وربما عاص مسرف على نفسه يقع في قلبه انكسار، فيقبل الله تعالى دعاءه، وربما قائم أو صائم أو عابد أو ذاكر أو متصدق، فلندعو الله تعالى بقلوب صادقة، منقطعة من كل الأسباب والوسائل المادية، معلنين عجزنا، لعل الله تعالى أن يرحمنا.

أسال الله تعالى بمنه وكرمه وأسمائه وصفاته ألا يردنا خائبين، أسأل الله تعالى ألا يردنا خائبين، اللهم لا تردنا خائبين ولا عن رحمتك مطرودين، وارحمنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك من كل خير ونعوذ بك من كل شر، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015