ثم لا بد من المشاركة البنّاءة أيضاً، لا بد للجميع من المشاركة؛ لأن قضية الإسلام ليست قضية العالم الفلاني، لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144] .
وهذا الحِمْل الذي تحمله عليه السلام، وسهر له بالليل، وتعب له بالنهار، وجهد من أجله قد أُلقي على عواتقنا جميعاً، فنحن ورثته، وحملة شريعته، ونحن الذين طولبنا بتبليغ الرسالة للأجيال التي بعدنا، فضلاً عن الأجيال التي نعايشها اليوم، فواجبٌ على كل جيل أن يحمل أمر الإسلام إلى من بعده، وواجبٌ علينا جميعاً أن نشارك في الدعوة إلى الإسلام، وأن نشارك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألا نقبل من أنفسنا عذراً مهما كان، فكل من قال: لا أستطيع، نقول له: حاول، وكل من قال: مستحيل، نقول له: جَرِّب، وعلينا أن ندرك أن الحاجة أم الاختراع.
جاء رجلٌ إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حينما دعا الناس إلى الجهاد، ومعه أخوه، فقال له: هذا أنا، وهذا أخي، {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي} [المائدة:25] وموسى عليه الصلاة والسلام قالها من قبل {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي} [المائدة:25] والله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء:84] .
فعلينا جميعاً أن نُجند إمكانياتنا في الدعوة إلى الله، وأن نصدق الله تعالى في أن نقوم بالعمل الذي نستطيعه، فإن الحساب عسير.
يقول الله عز وجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] نعم إن الآية لها منطوق ومفهوم: أولاً المنطوق: فهو أن الإنسان لا يكلف مالا يستطيع.
ثانياً المفهوم: فهو أن الله تعالى قد كلَّف كُل إنسانٍ وسعه كله، وطاقته كلها، وجهده كله.
ونحن نقول لك: متى بذلت وسعك وطاقتك، فكثَّر الله خيرك! وجزاك الله خيراً! ولا تُطالب بأكثر من ذلك، لكن من مِنّا ولو كان من أقوانا، وأكثرنا دعوة، وجهاداً، وعملاً، وتضحية من هو الذي يستطيع أن يقول: إنني بذلت كل طاقتي؟! فأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يستعملني وإياكم في طاعته، وأن يجعلني وإياكم هُداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، اللهم أرنا في الظالمين عجائب قدرتك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، ربّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لنا أجمعين، وهَبِ المسيئين منا للمحسنين برحمتك يا أرحم الرّاحمين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.