إنه ليس بلائقٍ بإنسانٍ يخوض معركة مع الباطل، أن يشتغل ببنيات الطريق، ويثير معركةً خاصةً مع هذا، ومعركةً أخرى مع هذا، أو يتراشق مع فلان أو علان بالألقاب والكلمات، أو يجعل من الخلافات الجزئية التي هي محتملةٌ وممكنة ومحل اجتهاد، وليست مخالفةً لأصل من أصول الشرع ولا لقاعدة، ولا لنص شرعي، أن يجعل منها مجالاً للتنافس أو للقيل والقال.
فينبغي للإنسان أن يسلك أسلوب النصيحة، والكلمة الطيبة، والدعوة بالتي هي أحسن، وتأليف القلوب على الحق مهما أمكن، فإن المقصود هداية الناس وليس إبعادهم أو تنفيرهم عن الحق، فكلما رأيت إنساناً تعيب عليه بعض الشيء، فعليك أن تسلك معه أسلوب الدعوة والرفق والحلم والصبر، ومن لم يهتد اليوم فسوف يهتدي غداً أو بعد غد أو بعد سنة أو ما زاد عن ذلك {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً} [العنكبوت:14] .
لماذا أنت في عجلة من أمرك؟ ولماذا تعيب فلاناً أو تنتقده لأنك نصحته فلم ينتصح؟ اصبر عليه لعل الكلمة التي فيها هدايته لم يسمعها بعد!