القدوة للطلاب

ودورك يبدأ أولاً بالقدوة لهؤلاء الطلاب الذين هم مستقبل الأمة، وهم بين يديك، تعلمهم ما شئت، وتطبعهم من الأخلاق على ما شئت، وتلقي في عقولهم وقلوبهم من المعاني والأفكار والأخلاق ما وفقك الله تعالى إليه، فأي توفيقٍ أعظم من أن يمكنك الله تعالى من أذن خمسين أو مائة أو خمسمائة طالب، تستطيع أن تحدثهم، وتوجههم، وترشدهم، بل وتستطيع أن تبنيهم بناءً شرعياً تاماً، وبناءً علمياً في التخصص الذي يدرسون ليتخرجوا كوادر، يملئون الميدان، ويسدون الحاجات، ويكونون حماية لظهر الأمة، من أن تكون محتاجةً إلى عدوها، في صناعتها، في أسلحتها، في علومها، في اقتصادها، وفي غير ذلك.

فهذه المهمة العظيمة مهمة القدوة الحسنة لهؤلاء، ومهمة التأثير عليهم، ومهمة أن تحمل هَمَّ الدعوة إلى الله تعالى وتلقي به بين هؤلاء الشباب، وتبنيهم وتتعاهدهم وتربيهم، وتحتسب عند الله تعالى أن يخرج منهم ولو طائفة تحمل مشعل الهداية، وتحمل هَمَّ الدعوة إلى الله تعالى، وينفع الله تعالى بها الأمة، وكم يصيبك من الغبطة والسرور أن ترى بعض طلابك وقد تبوءوا مناصب كبيرة، ونفع الله تعالى بهم وأصلحوا، وتعلموا، وبرزوا، وأصبحت الأمة تردد أسماءهم وتلهج بذكرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015