لقد قرأتُ بنفسي مقالاً لرئيسٍ من أعظم رؤساء الدول الغربية، يقول: "ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلا أحد حلين: الأول: هو تقتيلهم والقضاء عليهم.
الثاني: فهو تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنية العلمانية".
ومع أن هذا الرئيس المفكر الكاتب المستشار رجح الحل الثاني، إلا أن لهجة الحديث تدل على أن الاحتمال الأول عنده واردٌ وقائم، بل ويمكن استخدامه في حالات كثيرة، ونحن نرى اليوم بوادر التطبيق العملي لهذا الأمر في تدخلات غربية في بلاد عدة، وفي مواجهات ساخنة مباشرة بين الإسلام والكفر، فأحداث البوسنة والهرسك -مثلاً- هي نموذج للحقد الصليبي، الذي يتنامى ويشتد يوماً بعد يوم، ويعصف بما يسمى حقوق الإنسان، وما أشبه ذلك من العبارات التي طالما خدَّرنا بها الغرب، وطالما أقام لها الجمعيات، ووضع لها الإعلانات، وتحدث عنها، ولكنه كان أوَّل من يخرق هذه الاتفاقيات، ويهدم هذه الحقوق، ويقضي على هذه الإعلانات بفعله، وإن كان يرددها بلسانه.
ومع أحداث الصومال القريبة، التي تنم كما تعبر الصحف بحروفها عن وصاية غربية أو حماية، إنها عودة لعصور الاحتلال والاستعمار والمواجهة العسكرية المباشرة بين المسلمين والكفار.
وأعتقد أن ثمة بلاداً إسلامية أخرى يمكن أن تكون تحت طائلة هذه العداوات المتكررة في شرق البلاد وغربها، إن العالم الغربي ليس لديه مانع أن يضرب عرض الحائط بكل دعاوى الحرية والإنسانية والكرامة والمساواة، متى ما شعر أن هناك قوةً إسلامية يمكن أن تظهر.