لا يجوز إلا أن نؤمن بأن الله تعالى سوف يدير لدينه فلك النصر والتمكين، شاء من شاء، وأبى من أبى، وأن ندرك أن الله تعالى يصنع لدينه وإن غفل الناس، قال الله عز وجل في كتابه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة:216] إن القتال تكرهونه ولكن الله تعالى كتبه عليكم، فعسى أن يكره الإنسان شيئاً -القتال أو غيره- ويكون فيه الخيرُ للناس، إن موازين البشر قصيرة وقريبة المدى وسريعة، أما الأمور في علم الله تعالى وفي قدره، فهي شيءٌ آخر مختلف تماماً عمّا يقدر الإنسان، وعما يظن الإنسان، وكم قدر الإنسان وظن وحسب، فجاءت النتائج مناقضةً لتقديره وظنه وحسابه، حتى لو لم يكن فرداً، حتى لو كان مركزاً دراسياً، أو منطلقاً لدراسة المستقبل، أو مجموعة من المتخصصين، بل حتى لو كان إجماعاً من المحللين والمراقبين: وأستار غيب الله دون العواقب أيها الأحبة: هل يجوز أن يكون دور المسلم هو مجرد انتظار المعركة الحاسمة التي ينتظرها النصارى، وينتظرها اليهود.