الحمد لله رب العالمين، لقد كان سقوط الشيوعية انتصارا للإسلام حقاً، ولكن الكل يعرفون أن أكبر عدوٍ وقف في وجه الشيوعية هو الإسلام، ليس في أفغانستان فقط، بل في كل بلاد الإسلام، وليس سِراً أن عدد الذين دانوا بالشيوعية في العالم الِإسلامي كله لا يزيدون على (2%) فقط، وأن الأحزاب الشيوعية في العالم الإسلامي كانت منبوذةً مركولة، وكانت تميل إلى السرية والعمل تحت الظلام، وتسعى إلى هذه الأساليب الخفية، ولكن العالم الغربي اعتبر سقوط الشيوعية ضربةً على الإسلام، ووجه السهام التي كانت موجهةً إلى الشرق الشيوعي، إلى العالم الإسلامي، وبدأ يعتبر أن الإسلام هو العدو القادم الذي يهدده في كل النواحي وفي كل المجالات.
إننا نقول بحقٍ وصدق لقد صدقوا؛ فإن الإسلام عدوهم وخصمهم، وخاصةً ذلك المسلم الواعي الذي أصبح يُدرك ما معنى أن يكون الغرب كافراً؟! نصرانياً أو يهودياً أو علمانياً إن المسلم الذي بدأ يعي دينه، ويقرأ قرآنه، ويتلقى عن الله تعالى العقائد والشرائع والأحكام، أصبح يقرأ في القرآن قول الله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120] ويقرأ قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217] ويقرأ قوله تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ} [الكهف:20] .