لقد خُيل للناس خلال فترة مضت، أن عصر (الإيديولوجيات) كما يقولون قد انتهى، وأن المرحلة الجديدة هي مرحلة تبادل المصالح، أو مرحلة الصراع على الماديات وعلى الدنيويات، وخدعنا العلمانيون كثيراً بمثل هذا الكلام، وكتبوه في الصحف، ونشروه في الكتب، وروجوا له في أجهزة الإعلام، في طول العالم الإسلامي وعرضه، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، وأن هذا الكلام سوف يدخل إلى عقول الناس، وما علموا أن أول مكذبٍ لدعاويهم هو العالم العلماني الذي درسوا فيه، وأخذوا عنه وتخرجوا من جامعاته، ورددوا في بلاد الإسلام أطروحاته وأفكاره، فإذا بالعالم العلماني الغربي يكون أول مكذبٍ لهذه الدعوى الباطلة، فبعد سقوط الشيوعية، التي كانت تواجه الغرب بدأ العالم كله غربيه وشرقيه يتمحور حول العقائد.