Q الشيخ سلمان، حفظه الله وبارك له في عمله، دائماً نسمع منك ومن غيرك النصيحة في ملازمة العلماء والمشايخ وطلبة العلم، ولكننا نعجز عن تنفيذ ذلك؛ لأن العلماء والمشايخ في شغل دائم، وليسوا متفرغين لنا نحن الشباب، فما هو رأيكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
صلى الله عليه وسلم أولاً: يجب أن نوسع مفهوم طلب العلم الشرعي، والواقع أيها الإخوة، أنك إذا نظرت اليوم إلى الإمكانيات المتاحة للشاب في تحصيل العلم، وجدتها إمكانيات لم يسبق أن توفرت للشاب المسلم في زمن من الأزمنة، فطلبة العلم كثيرون، والفرص للدراسة مهيأة للشاب على كافة المستويات، والأشرطة التي تسجل فيها دروس العلماء، في الفقه أو في العقيدة أو في التفسير، أو في غيرها من ألوان وفنون العلم وضروبه متوفرة، فأنت تستطيع وأنت في هذا البلد -مثلاً- أن تسمع دروس الشيخ عبد العزيز بن باز، أو الشيخ عبد الله بن جبرين في الرياض، أو الشيخ محمد بن عثيمين في عنيزة، بل أن تسمع فيها دروس مشايخ وعلماء في شتى أنحاء الأرض، وأن تسمع فيها محاضرات وندوات ألقيت في أماكن مختلفة.
إذاً فالوسائل الممكنة للشاب لطلب العلم وتحصيله كثيرة، وعلى الإنسان أن يفكر بصورة معتدلة وواقعية، ما هو السبيل المناسب له هو شخصياً لتحصيل العلم، ويرسم لنفسه برنامجاً يتناسب مع ظروفه، ويسعى في تحقيق هذا البرنامج، وإزالة العقبات التي تحول بينه وبينه، ولا أعتقد أن ما يشير إليه السائل متحقق -فعلاً- من إنزواء العلماء أو بعدهم.