أن الدين جاء منظماً للفطرة أي: شرع لها الطرق المشروعة التي تلبي هذه الفطرة وتوافقها؛ فشرع مثلاً طرق الكسب الحلال؛ ليستغني بها الإنسان عن طرق الكسب الحرام.
ولذلك جمع الله تعالى بينهما، فقال: {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة:275] أي: أن أمام الفطرة كما سبق طريقان للإشباع: الطريق الحلال والطريق الحرام فالإسلام فتح طريق الحلال ونظّّمه لإشباع الفطرة، وأغلق الطريق الحرام؛ فأحّل الله البيع وحرّم الربا، فالإنسان يُلَبِّي الرغبة في التملك، والتي هي رغبة فطرية وغريزة موجودة حتى لدى الأطفال، يلبيها عن طريق الكسب الحلال، وليس عن طريق الربا المحرم.
وكذلك أحل الإسلام الزواج؛ بل أمر الإسلام بالزواج، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج} .
فأمر الإسلام بالزواج؛ ولذلك كان الزواج على المستطيع الذي يشعر بالحاجة إليه واجباً على الصحيح من أقوال أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: {يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج} فهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب.
وفي مقابل ذلك: حرّم الزنا، وهكذا أباح الإسلام الطريق الحلال وحرم الطريق الآخر.