موافقة الدين للفطرة

وجاء الدين موافقًا لهذه الفطرة، فشرع الزواج الذي يلبي فطرةً غريزيةً عند الإنسان، وهي إشباع لا أقول الغريزة الجنسية فحسب؛ بل إشباع الظمأ العاطفي الموجود عند الرجل تجاه المرأة، والموجود عند المرأة تجاه الرجل، والذي إن لم يشبع بالحلال أشبع بالحرام.

وجاء الدين آذناً بالكسب الحلال -مثلاً- وشرع تشريعات كثيرة، موافقة لهذه الفطرة، ولا يمكن -وهذه قاعدة لا يختلف فيها اثنان، لا يمكن- أن يوجد في الدين أي تشريع مخالف لفطرة فُطِِرَ عليها الإنسان، وإذا سبق إلى وهمك أو ظنك، أن هناك أمراً من أمور الشرع مخالفاً للفطرة؛ فيجب أن تعلم أن الحالة حينئذٍ لا تخلو إما أن يكون هذا الأمر غير مشروع ولكن الناس توهموا أنه مشروع، وهناك أشياء كثيرة ينسبها الناس إلى الدين جهلاً منهم، وفي الواقع أنها ليست من الدين، وحينئذٍ هذه الأشياء يمكن أن تكون مخالفة للفطرة في بعض الأحيان.

وإما أن يكون هذا الأمر من الدين فعلاً، ولكنك توهمت أنه مخالف للفطرة، والواقع أنه موافق للفطرة، ومخالفته للفطرة وهمٌ عندك.

والاحتمال الثاني: أن يوجد أمر مشروع فعلاً، ومخالف للفطرة، فهذا مستحيل! فالدين جاء موافقاً للفطرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015