إن كل راية ترفع غير راية الإسلام هي راية جاهلية، فراية الوطنية التي تقول: تموتون في سبيل التراب وفي سبيل الوطن فقط، هذه ليست راية إسلامية، لأنها ليست مما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال كما في حديث أبي موسى: {من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله} ذلك أن الوطن أصبح في نفوس كثير من علمانيي هذا الزمان وثناً يعبد، حتى قال قائلهم: وطني لو صوروه لي وثنا لهممت ألثم ذلك الوثنا وقال آخر: ويا وطني لقيتك بعد يأس كأني قد لقيت بك الشبابا أُدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا فأي راية ترفع غير راية الإسلام فهي راية جاهلية، فراية الإقليمية، وراية العصبية، وراية القومية، التي تؤمن بالعروبة ديناً ماله ثاني، كلها رايات مرغت بالتراب منذ أن بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم، فجعله فرقاً بين الناس، والتقى على دعوته الأبيض والأسود، والعربي والعجمي، والقريب والبعيد، والوضيع والشريف، كلهم يقولون: لا إله إلا الله، فيصطفون إخوة لا يفرق بينهم مفرق، على حين نصب الرسول صلى الله عليه وسلم العداوة الصراح البواح لـ أبي جهل، وأبي لهب، وأمثالهما من صناديد قريش وزعمائها، على أنهم في الذروة من النسب والمكانة.