العلمانية تحلل الأحداث

هذه الجاهلية التي إن حللت الأحداث والأخبار فإنما تحللها وفق ظن الجاهلية {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران:154] كما أخبر الله تعالى عنهم: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة:52] ، فظنوا أن الإسلام لا تقوم له قائمة، وظنوا أن شوكة الإسلام سوف تكسر، وأن راية التوحيد سوف تنكس، وأن كلمة التوحيد لن ترفع من المنابر والمنائر والمآذن، فإذا بالله عز وجل يخيب ظنهم، فكلما تقدم الزمن ازدادت رقعة الإسلام اتساعاً، ودخل فيه قوم آخرون، وارتفعت أصوات المؤذنين حتى في قلب أوروبا وأمريكا، تنادي في اليوم والليلة خمس مرات: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله! ظنت أن لا مستقبل للإسلام، وتجاهلت هذا المد الإسلامي الذي يتسع، حتى إننا نجد اليوم تلك الجاهلية المعاصرة تتكلم عن كل القوى وكل الاحتمالات، ولكنها لا تضرب للإسلام حساباً، تحاول أن ترفع شرذمة قليلة من الذين خرجوا عن هذه الأمة، وانسلخوا عنها، وخالفوا حقيقتها وروحها، وخرجوا على دينها وأخلاقها، فتحاول أن تجعلهم في طليعة الركب، وأن تجعلهم أنموذجاً للجيل الجديد المثقف -كما تعبر- وتتجاهل هذه الجموع الهائلة الهادرة المائجة، التي تعلن صبحاً ومساءً أنها لا ترضى إلا الإسلام، ولا تعيش إلا للإسلام وبالإسلام.

إذاً: معركة الإسلام مع العلمانية هي معركة الإسلام مع الجاهلية بكافة صورها وألوانها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015