إن المعركة بين الإسلام والعلمانية هي نفسها المعركة بين الإسلام والجاهلية، فإن الجاهلية تتزين بأزياء شتى، وتتصور بصور مختلفة، تتنوع في لافتاتها وأسمائها وعناوينها ورموزها، ولكنها تتفق في حقيقتها، وحقيقتها الشرك بالله عز وجل، فمعركة الإسلام مع العلمانية هي معركة الإسلام مع الشرك والمشركين، وأعداء الأنبياء والمرسلين، منذ بعث الله تعالى أول نبي على ظهر الأرض وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إنها معركة الإسلام مع الجاهلية، تلك الجاهلية التي إن قاتلت فإنما تقاتل بعصبيتها وحميتها الجاهلية، لا تقاتل من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح:26] فهي تدعو إلى حمية الجاهلية، وترفع دعوى الجاهلية، التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! دعوها فإنها منتنة} .