جئت صحبك يا أغلى الرجال

تقديم الشيخ/ عائض القرني الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله مساءكم بالمسرات وقد فعل، يوم زارنا شيخ من شيوخ الصحوة، وعالم من علماء البلاد، فمرحباً وأهلاً وسهلا، مرحباً باسم رئيس محاكم منطقة عسير وباسم نائبه، مرحباً باسم العلماء والدعاة، مرحباً باسم القبائل التي أعلنت توحيدها وصمودها في وجه الزندقة، مرحباً باسم الجبال الشامخة شموخ أبنائها في هممهم، والراسية رسوَّ مبادئهم الخالدة، مرحباً يا أبا معاذ، ومرحباً يا مشايخ الرياض، ومرحباً يا مشايخ القصيم، حياك الله يا شيخ سلمان بن فهد العودة، الذي طالما سمعناك وأحببناك وعرفناك، وإذا لم يعبر شعري هذه الليلة مرحباً بشيخنا وأستاذنا، فمتى أدخره؟! أتاني رسولك مستعجلاً فلباه شعري الذي أذخرُ ولو كان يوم وغىً قاتم للباه سيفي والأشقرُ أصرِّف نفسي كما أشتهي وأملكها والقنا أحمرُ هنا قصيدة بعنوان (وجئت صحبك يا أغلى الرجال) : هذا اللقاء الذي قد كنت أنتظرُ وهذه ليلة في متنها عبر وهذه أعين الأحباب قد نظرت إليك يا من به يستمتع النظر وجئت صحبك يا أغلى الرجال فيا أبا معاذ رعاك السمع والبصر نظمت فيك مُنَاي اليوم أجمعها يزهو مع ذكرك الياقوت والدرر بك الجنوب تباهت في مطارفها والأقحوان على الأغصان يفتخر والجيل حياك يا سلمان منتشياً هم الشباب إلى رؤياك قد عبروا يا أقرب الناس من قلبي مودته مكتوبة في دمي تجري وتنتشر محبة رسمت والله سطرها في موكب أهله سلمان أو عمر أكارم غرباء أنت تعرفهم وأنت في ركبهم يا صاحبي قمر هادي الحوار به الأرواح قد علقت إذ كان في مقلتيه السحر والحور أوردتها يا أبا العلياء هادئة لكنها ثَمَّ لا تبقي ولا تذر صَلَّت على شفتيك الضاد وارتسمت على محياك آيُ الذكر والسور ورافقتك براهين مسددة أمضى من السيف في هام الأُلى كفروا ماذا عن القوم يا سلمان ما فعلوا أعني القصيم لهم في مجدنا خبر أعني الأباة حماة الدين هل بقيت أرواحهم في سبيل الله تبتدر أعني الأشاوس كل الناس تعرفهم تروي مكارمهم قحطان أو مُضَرُ هم القوادم والأذناب غيرهم هم الأبوة والتاريخ والظفر يا شيخ هذي رجال الأزد قد سعدت بكم وفي حبكم يا شيخ قد حضروا الأوس والخزرج الأبطال سالفهم وهؤلاء بنوهم للسلام سروا يا شيخ بشر عيون المجد إن نظرت بفتية في علاها ينسج الخطر قامت على كعبة التوحيد قبلتها وفي فم العلمنات الطين والحجر يا شيخ أول ما نهدي جماجمنا لا ذاقت العيش والإسلام يعتصر قل للفروخ دعوا الميدان ويحكُمُ من قبل أن تكسر العيدان والعشر يوم يعز به الرحمن ملته ويدحر الناكث المأفون والأشِرُ هناك يا شيخ طعم الموت غايتنا وما لنا عن حياض الموت مقتصر أولى لمن حارب الإسلام إن عقلوا من قبل أن تلتقي في رأسه السَّمُرُ أيها الأحباب! أنا أعرف أن آذانكم تستأذن لتسمع من فضيلة الشيخ، فليتفضل على بركات الله وباسم الله، ليتبوأ مكانه الطبيعي، وليتحدث للقلوب، فأهلاً وسهلاً، واسمعوا لـ أبي معاذ.

يقول الشيخ سلمان: الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، بعثه الله تعالى على حين فترةٍ من الرسل، وانطماس من السبل، فهدى به من الضلالة، وبصر به من العمى، وجمع به من الفرقة، فجزاه الله عنا أفضل ما جزى نبياً عن أمته، وصلى الله وسلم وبارك عليه، ما تعاقب الليل والنهار.

مشايخي وأساتذتي الكرام! إخواني! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن المشاعر لتتداخل في نفسي وأنا أقف بين يديكم الآن، فما أدري عم أتحدث، هل أتحدث عن هذه المشاعر الفياضة التي غمرتمونا بها وهذا الكرم الكبير، وهذه الابتسامات الصادقة، وهذه البشاشة المعبرة، أم أتحدث عن هذا الحرص على المشاركة في مثل هذا المجلس الطيب المبارك، خاصة من آبائنا المشايخ والقضاة، الذين يعتبر وجودهم بين أظهرنا الآن إعلاناً عملياً على أن هذه الصحوة الإسلامية صحوة راشدة مباركة موفقة، إن صحوة يكون العلماء في مقدمتها وفي طليعة ركبها لصحوة مضمونة معصومة بإذن الله عز وجل أن تطيش بها السهام أو تتفرق بها السبل.

إخوتي الكرام! وأدع هذا الحديث جانباً، فإنه حديث يطول، وهو حديث ذو شجون، وأنتم أرباب صناعة الكلمة والحرف والشعر، ولذلك فإنني لا أستطيع أن أتقدم بين أيديكم بأكثر من أن أدعو لكم دعوة صادقة حاضرة، فأقول لكم: جزاكم الله خيراً، ثم دعوة أدخرها بظهر الغيب.

أما بعد: فإن موضوع حديثنا هذه الليلة معركة الإسلام والعلمانية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015