كما أن القلب والعبد محتاج إلى السكينة في حال الخوف؛ ليثبت قلبه ويسكن ويطمئن، فإن القلب قد يصيبه الخوف والهلع والفزع، فيفقد إيمانه بالله عز وجل وتوكله على الله، فيحتاج إلى السكينة حتى يزول هذا الخوف من قلبه، ولهذا كان شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله يقول: كان يصيبنا الخوف، فنأتي إلى الشيخ الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وإنه لغير مكترث، وكأن الأمر لا يهمه في قليل ولا كثير، فلا نخرج من عنده إلا وقد امتلأت قلوبنا طمأنينة وسكينة وثقة بالله عز وجل.
فيحتاج القلب إلى السكينة والطمأنينة في حال الخوف، سواء كان الخوف من غريب يطالبه بِدَين أم من عدو يخشى من بأسه وسطوته، أم من سلطان أو قريب أو بعيد، أو مرض أو غير ذلك، وما أكثر المخاوف التي تقلق قلوب الناس، بل إن الخوف هو من أعظم أسباب الأمراض النفسية التي أشرت إليها.
الخوف من المرض هو مرض بحد ذاته، ولهذا يحكى في الأساطير: أن رجلاً مر من عنده الوباء، فقال: إلى أين أنت ذاهب أيها الوباء؟ فقال: ذاهب إلى قرية كذا وكذا.
قال: ماذا أُمرت؟ قال: أُمرت أن أقتل منهم خمسة آلاف.
فلما رجع مر من عند الرجل فقال له: من أين أقبلت؟ قال: أقبلت من قرية كذا وكذا، قال: كم قتلت منهم؟ قال: خمسة آلاف، قال: لا، بل قتلت منهم خمسين ألفاً قال: لا، أنا قتلت خمسة آلاف أما خمسة وأربعون فإنما قتلهم الخوف والوهم!! فكثير من الناس يعيشون من خوف المرض في مرض، ومن خوف الداء في أعظم داء، حتى إن هذا المرض لا يكاد يوجد له علاج إلا الإيمان بالله عز وجل والثقة به والتوكل عليه.