وأخيراً: خذ أمانة الأهل والولد، فهل نجد رعاية لأولادنا وأهلينا في رمضان أكثر مما نجد في غيره؟ أم أن الحال العكس من ذلك؟ الواقع يقول لنا: لا, الحال على ضد ذلك, فإن رمضان مجال لتسيب أولادنا، وبناتنا، وأزواجنا! فالأب في الليل مشغول بالسهر مع زملائه وأصدقائه, وفي النهار مشغول بالنوم بعض الوقت, والوقت الآخر يقضيه في أعماله إن كان موظفاً أو غير موظف, أما الأولاد وأهل البيت، فلا شأن له بهم ولا يدري! بل قد يكون بعض الطيبين والصالحين، ممن يبكرون إلى المسجد ويصلون التراويح, لا يدري ما شأن أولاده ولا بناته, فالأولاد الصغار يلعبون مع أمثالهم ونظرائهم, وربما يترتب على لعبهم هذا تورطهم في عصابات المخدرات, ووقوعهم في الجرائم الأخلاقية، من اللواط والسرقة وغيرها, وتعرضهم للاختطاف, وتعرضهم لحوادث السيارات والدهس وغيرها.
وكذلك البنات، قد يتعرضن لأمور كثيرة, باختيارهن أو بغير اختيارهن, والأب لا يدري من ذلك شيئاً, فهو إما في المسجد يصلي, أو مع شلته وأصحابه, أو نائم, أو في عمله! أين رعاية الأمانة في هذا الشهر الكريم؟ إذا فرطت في أغلى ثروة تعتز بها في أولادك وبناتك! فهذه من السلبيات التي يقع فيها الصائمون, ولا يجوز أن تحدث لا من الصائم ولا من غيره, لكن إن فُرِضَ جدلاً أنها حدثت من غير الصائم, فإنه لا يجوز بحال أن يتصور حدوثها من الصائم, الذي هو متلبس بعبادة, من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فهذه نقطة وهي قضية التفريط في الأمانات التي حملنا الله إياها في هذا الشهر الكريم.