الجمع بين الكتب القديمة والحديثة

Q هناك بعض الطلاب أو الشباب انصرفوا نحو الكتب الفكرية، ونبذوا كتب السلف وراءهم ظهرياً، وهذا منزلق خطير.

فما نصيحتكم لهؤلاء؟

صلى الله عليه وسلم الحقيقة -أيها الإخوة- إن تصنيف الكتب إلى قديمة وحديثة، في نظري أنه تصنيف غير سليم، لأنه تصنيف لا يعتمد على أسس، بل الصواب أن نعلم أن الكتب القديمة فيها الغث والسمين، فكم من الكتب القديمة ما يكون محشواً بالأفكار المنحرفة، والمبادئ الضالة، والآراء الخاطئة، والأحكام الجائرة! وكم من الكتب القديمة ما يكون مليئاً بالعلم والتوجيه والفهم والنصح والحكمة! وقل مثل ذلك في الكتب الحديثة، فكم فيها من كتاب مليء بالعلوم والمعارف والآداب! وكم فيها من كتاب آخر مليء بالأخطاء والانحرافات! فعلى الإنسان أن ينتقي الكتاب الذي يقرؤه، سواءً كان قديماً أم حديثاً، وبعد الانتقاء على الإنسان أن يحرص على أن يكون متوازناً، وأعني بالتوازن ألا يخل بشيء على حساب شيء آخر، فمثلاً كون بعض الشباب في هذا العصر يركزون على الكتب الفكرية البحتة، مثل: كتب سيد قطب، أو كتب محمد قطب، أو أبي الأعلى المودودي، أو أبي الحسن الندوي، أو غيرهم من الكتاب الإسلاميين.

وقد تكون علاقة الإنسان بكتب التراث وكتب السلف علاقة ضعيفة أو معدومة أحياناً، في نظري أن هذا غير سليم، والعكس كذلك، فكون الإنسان يغمر نفسه في بطون الكتب القديمة، وينعزل تماماً عن الكتب الحديثة، التي تتحدث عن مشكلات العصر، وواقع العصر، في نظري أن هذا -أيضاً- غير سليم، لأن الإنسان ينبغي أن يعيش عصره، ويدرك مشكلات الواقع وحلولها، والرد على المذاهب المنحرفة، ومعرفة ما يدار حول الإسلام والدفاع عنه، وما أشبه ذلك.

فلابد من التوازن.

ثالثاً: لابد من مراعاة التخصص، لأننا حين نقول: لا بد من التوازن.

لا نعني أن الإنسان يحاول أن يقرأ هنا وهناك، فيضيع هذا الإنسان دون أن يحصل شيئاً، لا بد أن يكون عند الإنسان قدر من المعرفة في علوم شتى مما يحتاج إليه، ثم يكون عنده تخصص في مجال معين، سواء كان هذا التخصص في مجال علوم شرعية أو غيرها، أو كان تخصصاً داخل تخصص، فقد يتخصص في السنة النبوية، أو يتخصص في التفسير، أو يتخصص في الفقه، أو ما أشبه ذلك، والعلوم قد توسعت اليوم، وأصبح الإنسان لو أمضى عمره في تخصص جزئي لاستنفد عمره ووقته، وكان يستطيع أن يأتي بأشياء مفيدة للناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015