حفظ المتون دون الرجوع إلى الشروح

Q فضيلة الشيخ: ما رأيك في حفظ الحديث دون الرجوع إلى شرحه، مع السؤال عما يشكل فيه، هل هذا أمر محمود أم لا؟

صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن والسنة، إن كان في الصغر، في وقت تحرك وإمكانية الاستفادة من الذاكرة، ولو بدون فهم، فهذا جيد، ومن المعروف في القديم وفي الحديث أن كثيراً من الصغار كانوا يحفظون، فيحفظ القرآن، ويحفظ صحيح البخاري وصحيح مسلم، وعدداً من المصنفات، وكذلك المتون والمختصرات، فيحفظها، فإذا كبر كانت الثروة عنده بعد أن فهمها، أما إذا كان هذا بعد كبر الإنسان وبعد أن استوى على ساقه، فإنني أرى أن يجمع الإنسان بين الحفظ والفهم، لأن الحفظ اليوم إذا فات الإنسان أو فاته بعضه يمكن أن يعوض شيئاً منه، من خلال المفاتيح والوسائل التي سهلت للإنسان الوصول إلى الحديث، فأنت الآن لو أحببت أن تعرف حديثاً، يمكن بالوسائل المعاصرة، ومن خلال المعاجم، والمفاتيح والفهارس وغيرها؛ أن تصل إلى الحديث في دقائق، بعد التدرب والخبرة، لكن يبقى موضوع الفهم والاستنباط هو الذي لا يمكن أن تقوم به هذه المفاتيح والفهارس والمعاجم بل لا بد أن يقوم به الإنسان بذاته، فإذا أمكن الجمع بين الأمرين فهو أولى، وإلا فعلى الإنسان أن يهتم بالفهم ولو لم يكن له من الحفظ الشيء الكبير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015