Q هل الله واحدٌ فقط؟
صلى الله عليه وسلم نعم، إنما الله إلهٌ واحد سبحانه لا شريك له في ربوبيته، ولا شريك له في ألوهيته، ولا شريك له في أسمائه وصفاته، ولا يمكن أن يكون في الكون أكثر من إله، فلو كان في الكون أكثر من إله؛ لفسد الكون واختلف واضطرب، لأن العمل-ولله المثل الأعلى- حين يكون فيه أكثر من شخص كلهم مسئولون عنه وبدرجة واحدة، فإن هذا العمل يضطرب ويختلف، فهذا المدير يأمر بأمر وهذا المدير ينقض الأمر والمدير الثاني ينهى عن شيء والمدير الأول يأمر به، وهذا مدير يرفع هذا الموظف رتبة، والمدير الثاني يقوم بفصله عن العمل نظراً لوجود التناقض الطبيعي في عقول البشر وشخصياتهم ونظرياتهم وميولهم، فما بالك بهذه المملكة الواسعة العريضة، بسمائها ونجومها وأرضها وأفلاكها وعوالمها المختلفة، وبرها وبحرها، وهذه البشر، وهذه المخلوقات العظيمة؟! إن المدبر لها واحد سبحانه هو الخالق لها والمدبر لجميع شئونها، وهذا الإله الواحد الذي أقرت جميع الرسالات السماوية، بل جميع الأديان حتى الأرضية، بأن الخالق في الأصل واحد هو المستحق للعبادة، لأننا إذا اعترفنا بأنه هو الذي خلق هذه الأكوان وأبدعها، وسخر ما فيها وأقامها على هذا النظام البديع، فإنه هو وحده الذي يستحق أن يتوجه إليه الإنسان، فيعبده ويصلي له ويدعوه ويطيعه فيما يأمر.