طبقة الفرقة الناجية

ننتقل بعد ذلك إلى دائرة أضيق وإلى طبقة أخرى من طبقات الفائزين، وهي طبقة الفرقة الناجية، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث ثابتة عن أربعة عشر صحابياً: {أن اليهود افترقوا في دينهم على إحدى وسبعين فرقة، وأن النصارى افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق في دينها على ثلاث وسبعين فرقة، وهي الأهواء، وأنه سيكون في هذه الأمة أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه} الَكَلب: داء السعار الذي يصيب الإنسان من عضة كلب مصاب بهذا الداء، فلا يزال يسري في دمه وعروقه حتى يموت بعد ذلك.

وأخبر صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية بأنها الجماعة التي هي على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن الظاهر جداً أن الكلام عن هذا الافتراق جاء في ميدان الأهواء والاختلاف والفرق، وهكذا كان، فإننا نجد أن هذه الأمة قد افترقت في دينها فرقاً كثيرة ما بين رافضة وخوارج ومعتزلة وغيرهم من ألوان الطوائف المنتسبة ظاهراً إلى الإسلام، والتي تفارق سائر المسلمين أهل السنة والجماعة في أصولهم الاعتقادية التي تلقوها عن الكتاب والسنة.

ولو نظرنا في الخصائص والصفات التي ميزت الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة عن سائر الفرق لأمكن أن نذكر لها ثلاث خصائص على سبيل الإجمال والاختصار:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015