طبقات المسلمين المتصفين بصفة الإسلام

أيها الإخوة إن موضوع هذه المحاضرة يمت بسبب كبير إلى هذه المقدمة، فإن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم قد بينا لنا أتم بيان أن الفائزين هم على طبقات ودرجات، بعضها فوق بعض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن أبي هريرة: {إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى؛ فإنه أعلى الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن} فهذه إشارة إلى أن المؤمنين والمسلمين والفائزين هم طبقات الله أعلم بها! طبقات كثيرة، وأن سلم الإيمان والترقي في هذه الدرجات لا ينتهي إلا بموت الإنسان، فلا يزال أمام المسلم مقامات ينبغي أن ينظر إليها، ويعمل على بلوغها حتى تخرج روحه من جسده، كما قال عز وجل: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] .

ولكن هذه الطبقات أو المقامات الكثيرة يمكن تصنيفها في ثلاث طبقات رئيسية: الطبقة الأولى: هي طبقة المسلمين المتصفين بصفة الإسلام فحسب، وأعني بهذه الطبقة من اقتصروا على تحقيق شرط الإسلام بحيث قاموا بالأقوال والأعمال التي لا بد منها ليكون المرء مسلماً، والتي إذا أخل بها الإنسان، خرج من دائرة الإسلام، ودخل في دائرة الشرك والكفر، ونحن نعلم جميعاً أن هناك جوازاً لا يمكن لإنسان أن يدخل الجنة إلا به وهو الإسلام، فمن لم يكن معه هذا الجواز؛ فإن الله عز وجل قد حرم عليه الجنة، وأوجب له الخلود في النار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015