ولو نظرنا إلى واقع المسلمين اليوم لوجدنا أن حالهم على نقيض ما يشير إليه الحديث النبوي، فهم في مجال الدنيا، ومجال المال، وفي مجال الخلق، ومجال الصحة، ينظرون إلى من هو فوقهم فيصيبهم الحسد، وقد يصيبهم التسخط وعدم الرضا بقضاء الله عز وجل.
أما في أمر الدين فتجد كثيراً منهم ينظرون إلى من هو دونهم، يقول الشاب المصلي إذا أمر بخير قصر فيه، أو نهي عن منكر وقع فيه، يقول: يا أخي! الحمد لله أنا محافظ على الصلوات الخمس في مواقيتها مع الجماعة، وزملائي من الشباب كثير منهم لا يصلون، لا في بيوتهم ولا مع الجماعة، فينظر إلى من هو دونه.
وتقول الفتاة المتحجبة إذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر: أنا والحمد لله ملتزمة بالحجاب الشرعي، في الوقت الذي أجد بنات جنسي وقد أزلن هذا الحجاب كله أو بعضه، وظهرن سافرات في الأسواق أو في المناسبات أو في المدارس أو في غيرها.
وتنسى أن المرأة المسلمة والرجل المسلم يجب أن يكون له مثل أعلى، يجب أن يكون مثله الأعلى في الدين أن ينظر إلى حال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وحال التابعين والعلماء العاملين، وأن يجعل همه أن يصل إلى ما وصلوا إليه، ليحافظ على مستواه الإيماني أولاً، وليرتقي بإيمانه ثانياً، أما حين ينظر إلى من هو دونه، فإنه في الغالب لن يحافظ على مستواه، بل سيظل يهبط درجةً بعد درجة، وهو يسوغ لنفسه في كل مرة ينزل فيها أنه لا يزال هناك من هو أقل منه وأنزل منه، فلا يزال يتردى حتى يصل إلى الحضيض، والعياذ بالله!