وهذا التفاوت هو لحكم كثيرة ظاهرة، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في سنته إلى هذا المعنى المهم الذي يجب أن نفهم هذا التفاوت على ضوئه، وهو أننا يجب أن ننظر في أمور الدنيا إلى من هو دوننا حتى لا نزدري نعمة الله عز وجل.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة: {إذا نظر أحدكم فلا ينظر إلى من فضل عليه في المال والخلق، بل لينظر إلى من هو دونه} وفي لفظ: {فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم} .
وفي مقابل ذلك فإننا يجب أن ننظر في أمر الدين والعلم والعبادة إلى من هو فوقنا، حتى يكون هذا حافزاً لنا على البلوغ إلى مرتبة أعلى.
ويقول الله عز وجل بعد أن ذكر ما فضل به بعض الناس وما أعطاهم من شأن الدنيا العاجلة: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء:21] انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض -أي في الدنيا- فضل بعض الناس على بعض، فضلوا بالمال أو بالخلق أو بالدين، وهذا لا يظهر في الدنيا ظهوراً تاماً، وإنما يظهر في الآخرة، ولذلك عقب بقوله: (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) فالإنسان يجب ألا يقنع بواقعه الذي يعيشه في أمر الدين، بل يتطلع إلى الأعلى دائماً.