الآخرون السابقون يوم القيامة

الميزة الثالثة: أن هذه الأمة هم الآخرون السابقون يوم القيامة كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، وهذا هو اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله تعالى له فهم لنا فيه تبع -يعني يوم الجمعة- اليهود غداً والنصارى بعد غد} نعم! نحن الآخرون وجوداً، فأمتنا ناسخة للأمم كلها، قاضية عليها ملغية لقيادتها وسيادتها، فقد انتزعت هذه الأمة الراية من النصارى، ومن اليهود، ومن أمم أهل الكتاب، وتفردت بها بأمر الله عز وجل الشرعي، حيث نزل هذا القرآن المهيمن على الكتب كلها، وبأمر الله تعالى القدري الكوني، حيث قضى الله تعالى وقدر أن تكون هذه الأمة هي آخر الأمم، وهي الأمة المهيمنة على الأمم كلها، والموعودة بالنصر والتمكين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إن هذا يعني خيرية هذه الأمة، وهذه الخيرية لا تعني أن نتكل على مجرد الانتساب؛ بل الأمر كما قيل: كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محموده عن النسب إن الفتى من يقول هأنذا ليس الفتى من قال كان أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015