ظهور المجددين على رأس كل مائة سنة

فضيلة ثانية لهذه الأمة: ظهور المجددين على رأس كل مائة سنة وفي الحديث الذي رواه أبو داود وأحمد وغيرهم، وسنده حسنٌ، وأجمع العلماء على صحته، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله تعالى يقيّض لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها} فكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمر الغربة، وكما بين عليه الصلاة والسلام فقال: {إنه لا يأتيكم زمانٌ إلا والذي بعده شرٌ منه} فقد ذكر في المقابل: أنه على رأس كل مائة سنة، إما من الهجرة، وإما من موت النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى يبعث لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها (منْ) ! المقصود الذين تقوم بهم الكفاية في تجديد الدين، فقد يمكن في عصرٍ من العصور أن يكون تجديد الدين لفردٍ واحد، كما كان في العصر الأول حين كان المجدد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، لكن ربما جاءت عصور استحكمت فيه غربة الدين وكثر الجهل، وكثرة المخالفات، فأصبح أمر تجديد الدين لا يقوم به إلا العصبة أولي القوة من الخلص المؤمنين الندباء الأقوياء الشجعان، فهؤلاء وعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى سوف يبعثهم وينتدبهم.

إذاً: وعد الله تعالى أن يبعث من تقوم بهم الكفاية في أمر كبيرٍ جليلٍ خطير وهو: تجديد أمر الدين لهذه الأمة لم يقل تجديد الدين لبلد معين، أو لفئة معينة، أو لمنطقة معينة، أو لقبيلة معينة، وإنما قال: لهذه الأمة كل الأمة من أقصاها إلى أقصاها الأمة التي رضيت بالله رباً، وبالإسلام دينا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015