أكثر أهل الجنة

الصفة الخامسة: أنهم كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم {نصف أهل الجنة أو أكثر من ذلك} كما جاء في الصحيحين عن ابن مسعود ٍ رضي الله عنه، بل إن من هذه الأمة من يدخل الجنة بلا حساب، كما في حديث عمران بن حصين، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال؛ كما في حديث سهل بن سعد ٍ: {ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألفٍ متماسكين آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة، ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر} إن هذه الفضيلة العظيمة، وهذا المكان الكبير في الجنة، من المقطوع يقيناً أن الأمة لم تدخله إلا بفضل الله تعالى، ثم بعملها الصالح.

إن من المعلوم أن دخول الجنة يكون بفضل الله تعالى ورحمته، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: {لن يدخل أحدكم الجنة بعمله} الحديث، ثم يكون بعمل الإنسان الصالح الذي هيأه لرحمة الله تعالى، كما قال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32] .

هذا دليل على أن الأمة قد عملت الصالحات من الطاعات من الصلاة والصيام، والشهادتين، والحج، والعمرة، والنسك، والخير، والصدقة، والبر، والإحسان، والجود، والكرم، والعدل، إلى غير ذلك -ومع ذلك- فينبغي أن نعلم أن لفظ الصالحات ليس مقصوراً على هذه الأمور فحسب، بل لفظ الصالحات أوسع من ذلك وأشمل فمن الصالحات -مثلاً- نَفْعُ الناس في دينهم ودنياهم، ومن الصالحات: تحقيق المكاسب للمسلمين، ومن الصالحات: القيام بفروض الأعيان، كتعلم العلوم التي يحتاج إليها في هذا الزمان، كالطب -مثلاً- أو الهندسة، أو الصناعات التي يحتاج إليها المسلمون إلى غير ذلك مما يدخل في إطار الإعداد الذي أمر الله تبارك وتعالى به: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال:60] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015