خيرية القرون الأولى

إن هذه النصوص وغيرها كثير، تقتضي -بلا شك- التسليم بخيرية القرون الأولى، وأفضليتها، وهذا محل إجماع، فقد جاء في الصحيحين من حديث عمران وابن مسعود وغيرهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم} الحديث، فليس من شكٍ في أن تلك القرون قد ذهبت بالخيرية والفضيلة، لقربها من عهد النبوة، وحملها للرسالة، وحفظها للقرآن والسنة، وجهادها في سبيل الله، وتثبيتها في أمر الإسلام، ولكن ليس في شئ من الأحاديث المذكورة، ولا فيما يشبهها حكم على جميع الناس، في جميع العصور وفي جميع الأزمنة، ولا في شئ منها تسويغ للقعود وترك العمل، أو وصم الأمة كلها بوصمة الانحلال من ربقة الدين، أو الانحراف عن شريعة سيد المرسلين عليه صلوات الله تعالى وسلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015