أما المعركة السابعة -وما أدراك ما المعركة السابعة! - التي لم يسلم منها أحد من المخلوقين أبداً، حتى الأنبياء والصالحون لم يسلموا من معركة الشيطان هذه، ألا وهي معركة تسليط الجنود والأعداء ذرية إبليس الذي إذا جلس على عرشه في البحر أرسل جنوده, فتسلط على عباد الله وعلى أوليائه, ومن ضمنهم الأنبياء والصالحون, فالأنبياء والصالحون لا يسلمون من تسلط جنود الشيطان, وإغوائه.
ولكن الأنبياء والصالحين، لهم معهم جهاد وعراك فيما بينهم, فالذي يعمل الأعمال الصالحة، ويرى أن شيطانه يصده عن الأعمال الصالحة, لِيَعْلمْ أن له أسوة بالأنبياء, فالأنبياء لم يسلموا من هذا، بل جاهدهم الشيطان وذريته حتى يصدهم عن هذا العمل, ولكنهم وقفوا ورفعوا سيوفهم تجاه الشيطان وذريته, فأبطلوا كيده.
يقول: الله سبحانه وتعالى في معرض التمدح للذين يخرجون يجاهدون في سبيل الله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} [النساء:100] المراغمة من أين تكون؟ المراغمة تكون من الشيطان الذي أرغمه بهذا العمل, ودائماً الله سبحانه وتعالى يذكر أن الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان ويجاهد فيها الشيطان, أنها تغيظ الشيطان والكفار.
الكفار تابعون للشيطان، وهم من أعوان الشيطان, فهذه ساحات ومعركة، ربما أني لم أوفها حقها من الكلام، ولكنكم تصورتم ما أقوله وما أنشده في هذا، وأقول: إن الشيطان دائماً يجاهد الإنسان، ودائما يريد أن يضله.
فعلى الإنسان أنه يجاهد عدوه (شيطانه) في هذا، وأختم هذه الكلمة التي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإخواني بها كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأن يجعلنا هداة مهتدين, وأن يجنبنا كيد الشيطان وضلاله, إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.