يا شباب! موكب التائبين إلى الله يضم كل يوم عدداً جديداً، التحقوا به من الشاردين ممثلون بارزون وفنانات ومغنيات وضحايا مخدرات، عادوا إلى الله تعالى بعد الشهرة والتجربة، وبعدما عرفوا الطريق، وخبروه وسبروه فرجعوا منه بخفي حنين، وعرفوا أن الطريق الحق طريق الله تعالى، ففي كل يوم راكب وضيف جديد، على طريق الإيمان والعبادة، والتقوى، فعجل قبل أن يفوتك القطار، واعلم أن راحة الإيمان لا تعدلها راحة، ولذة العبادة لا تماثلها لذة، وإذا كان العبد قد يجد حباً في لحظة من اللحظات فإن أعظم الحب حب الله جل وعلا.
هذا أحد التائبين يخاطب ربه بعد ضياع وضلال: وكان فؤادي خالياً قبل حبكم وكان بذكر الخلق يلهو ويمرحُ فلما دعا قلبي هواك أجابه فلست أراه عن فنائك يبرحُ فهذا هو الحب الحقيقي، محبة الله تعالى، ومحبة دينه وأوليائه الصالحين، وجنده المفلحين.
أصبت ببينٍ منك إن كنت كاذباً وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرحُ وما كل شيء في البلاد بأسرها إذا غبت عن عيني بعيني يملحُ فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل فلست أرى قلبي بغيرك يصلحُ إن القلب لا يصلح إلا بالله وتعالى، فإذا أقبل على الله تعالى اجتمع، وانضم بعضه إلى بعض، ووجد نفسه، وسلمت فطرته، أما إذا ابتعد فإنه يتفرق في أودية الدنيا فيهلك فيها، ويصبح قلبه مثل الرجل الذي أخبر الله تعالى عنه: {فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} [الزمر:29] .