سبب تكرر ورودها في القرآن

ومن أسباب تكرر ورودها في القرآن أن بين قصة موسى وقصة محمد صلى الله عليه وسلم وقومه شبهاً كبيراً، فإن موسى له أتباع كثيرون، كما لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهاجروا من بلادهم كما هاجر محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وكتب الله تعالى لهم تمكيناً في الأرض، كما كتب لمحمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه، فلذلك بين القصتين شبه عظيم؛ ولذلك يكثر ذكر قصة موسى، فقد ذكر الله هنا أنه بعثه إلى فرعون بسلطان مبين أي حجة ظاهرة قوية، فتولى فرعون بركنه وأعرض، واتهم موسى بأحد تهمتين: إما ساحر، أو مجنون، وهي التهمة نفسها التي اتهمت قريش بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [الذاريات:52] وتولى هذا الرجل وأعرض، وأصر على كبريائه وغطرسته؛ فأخذه الله تعالى وجنوده، والأخذ هنا يدل على شدة العقاب، كما يدل على شدة طغيان فرعون، وكثرة حشمه وخدمه وأتباعه، فما أغنى عنه جنده شيئاً! وفي هذا أيضاً درس للطغاة والمستكبرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015