طغاة العالم اليوم

والسنة ماضية، فأنت الآن لو نظرت إلى طغاة الدنيا، وجدتهم ملء السمع والبصر، من هو الذي لا يعرف رئيس أمريكا جورج بوش! الكل يتحدثون باسمه، العجائز، والكبار، والصغار، والأطفال، وينظرون إليه، ويسمونه رئيس العالم! والعبارات في مدحه والثناء عليه، خاصة في منطقة الخليج العربي، والكويت، صباح مساء، وأشياء تسبب التقيؤ لمن يقرؤها! تدل على الانهيار التام الذي وصل إليه هؤلاء، اصبر عليه، أياماً معدودات، ولنفترض أنه رشح مرة أخرى، فاصبر عليه سنوات أيضاً، ثم ينتهي ويموت ويصبح ذكرى، يتذكرها الناس، فيشتمونه ويلعنونه.

وهكذا صدام حسين كوجه آخر طغى وتجبر، وأذل الناس، وقتل مئات الألوف من الناس، سواء من الأكراد، أو من المسلمين، أو من غيرهم، أو من أفراد شعبه الذين يزج بهم في المهالك، والمعارك دون حساب، لكن تربص به ريب المنون، سنوات ثم يهلك هذا الإنسان.

تذكر الخميني طال عمره حتى ارتاب بعض الناس، كلهم يترقبون خبر موته، لا يأتي خبر موته، على رغم كبر سنه، ثم أخذه الله تعالى في ليلة وانتهى أمره، وكأنه ما مشى على ظهر الأرض، وكأنه لم يتحدث، وكأنه لم يخطب في هذه الجماهير، فيا سبحان الله! هذه الدنيا عاتية على الجميع، الكبير والصغير، والغني والفقير، فالإنسان يتأمل في قصص هؤلاء وعبرهم، يتذكر أنه هو أيضاً واحد من هؤلاء سوف يمضي، ولا ينفع الإنسان إلا عمله الصالح، حتى أنه لا ينفعه مدح الناس له، إلا أن يكون مدحاً بالخير الديني الشرعي من باب {أنتم شهداء الله في الأرض} .

فهذا أخذ الله تعالى للطغاة من فرعون إلى يوم الناس هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ} [الذاريات:40] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015