الوصية الثانية: هي أهمية بناء الرجولة في نفوس هؤلاء الأولاد، وغرس الثقة في أنفسهم، وغرس الثقة في نفوس الأولاد يكون بوسائل كثيرة، مثلاً: درب أولادك على شراء بعض الأشياء البسيطة للبيت، دربهم على دعوة الأقارب إلى وليمة أو مناسبة، دربهم على استقبال الضيوف والترحيب بهم، وإدخالهم إلى المنزل، وما أشبه ذلك، أشركهم في بعض الصفقات التجارية التي تقوم بها، ولا مانع أن تجعل لهم نصيباً في الربح ولو قليلاً، شاورهم في الأمر، شاورهم في صفقة تجارية ولو لم تأخذ بآرائهم، لكن شاورهم، ثم اعرض عليهم رأيك وما لديك ووجهة نظرك، شاورهم في بعض الأمور المنزلية، شاورهم في أي مشكلة تحصل، وليس المقصود بالمشاورة أن يعطوك رأياً ليس عندك، لكن حتى يتدربوا على استخدام عقولهم، لئلا يشعروا بالحقارة، ويتفرغوا للتفكير في الأشياء الهامشية، لأن الإنسان لا يترك شيئاً إلا بشيء، فإما أن تشغله بالأمور الحسنة الجميلة، وإما أنه سوف ينصرف بعد ذلك إلى الانشغال بالسيارة، والهندام، والشكل، والمظهر، وتسريحة الشعر، والثياب، إلى غير ذلك!