خداع الغرب

الغرب الممثل في أمريكا وغيرها من الدول الغربية تقع في الفخ نفسه, فإنهم يتبجحون الآن بما كانت تتبجح به الشيوعية من قبل (بالفردوس المنتظر) فهم يتبجحون بما يسمونه بـ (السلام العالمي والنظام العالمي) ومع ذلك يردده مع الأسف بعض بني جلدتنا من الأغبياء والسذج والبله والمغفلين يرددون السلام العالمي والنظام العالمي, ولا يعلمون ما هو المقصود بالسلام العالمي؟!! إنه هراء!.

هل تدري يا أخي الحبيب! أن هؤلاء الذين ينادون بالسلام العالمي يعنون أن يستسلم العالم لهم!! وإلا فلماذا ميزانياتهم الضخمة في التسليح؟ ولماذا ميزانيتهم الضخمة في الدفاع؟ ولماذا هذه الجهود الجبارة في ابتكار أخطر وأحدث أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية؟!! إذا كانت المسألة مسألة سلام، فلماذا سباق التسلح؟ ولماذا هذه الجهود الهائلة عند هؤلاء الغرب والشرق المنادين بالسلام العالمي؟ هذه الجهود لأنهم يقصدون السلام أن يظلوا هم سادة العالم وألا يوجد أحد ينافسهم على السؤدد، وعلى القوامة أو الوصاية على البشرية, ولذلك هم يرفعون بيد غصن السلام أو غصن الزيتون -كما يقال- وباليد الأخرى البندقية, بل إنهم يدخرون ويمتلكون أفتك ألوان الأسلحة بما في ذلك الأسلحة التي يقولون عنها: إنها محرمة دولياً -على حد تعبيرهم- مثل الأسلحة الجرثومية والكيماوية والبيولوجية والنووية، يتكلمون عن هذه الأسلحة أنها محرمة, وأنه لماذا تمتلك الباكستان منها مثلاً؟.

حتى أنهم منعوا المعونة عن باكستان! فخفضوها من خمسمائة مليون إلى مائتين وثمانين -تقريباً- وحتى المائتين والثمانين هذه لا تصل إليهم؛ بل تمنع حتى يثبت أن باكستان لا تحاول أن تمتلك السلاح النووي, لماذا؟ لأن المسلمين لا ينبغي أن يمتلكوه! أما هم فيمتلكون أفتك الأسلحة.

فهل المسلمون هم الذين ضربوا اليابان في هيروشيما ونجازاكي بالقنبلة الذرية؟! ليس المسلمون؛ بل ضربها الغرب, والتاريخ يشهد بأنهم ليسوا على مستوى أن يمتلكوا هذا السلاح؛ لأنهم يستخدمونه بغير محله, أما المسلمون فلا شك أن تاريخهم في هذا الأمر لا يزال لا يقاس بغيره.

إذاً هم ينادون بهذه الشعارات البراقة السلام العالمي والنظام العالمي! ويتلقفها بعض بني جلدتنا وينسون أن هذا الأمر حتى شرعاً مستحيل, فعندنا نص يقول: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] , لم يقف التاريخ عند دولة الخلفاء الراشدين، ولم يقف التاريخ عند بني أمية، ولم يقف عند بني العباس، ولا عند بني عثمان، ولا عند أحد! فكيف يقف عند الغرب أو روسيا أو أمريكا أو فرنسا أو غيرها؟! التاريخ لن يتوقف وسنة الله جارية، يداول الأيام بين الناس, ولا يمنع ولو بعد خمسين أو أقل أو أكثر، أن الله يكتب للأمة الإسلامية نصراً وتمكيناً، وتصبح أمة ظافرة ممكنة متى قامت بالأسباب الشرعية الممكنة.

ونحن نجد أن هناك أمماً كاليابان والصين بدأت من الصفر وهي مسبوقة واستطاعت أن تستورد التقنية والتصنيع, وأن تبتكر وأن تنافس أرقى المنتجات العالمية, بل إن اليابان غزت حتى أمريكا في كثير من صناعاتها, مع أنهم سبقوا في البداية وضربوها، ولا زالت اليابان تعيش آثار وضع سابق.

إنما هذه شعارات ترفع ولا ينخدع بها إلا السذج، أما العاقل فيقول: اصنعوا ما أردتم من بنود وارفعوها على حراب الجنود واستروا من ورائها أنياب الذئب بزيوف المنى وبرق الوعود ثم سوقوا لنصرها زمر الأنعام من كل جاهل وحقود فالأباطيل للزوال وإن أمهلن والحق وحده للخلود إذاً: فالاغترار بالقوة هو أعدى أعداء القوة نفسها, فالمؤمنون أنفسهم عاتبهم الله بقوله: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة:25] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015