أولها: أن الحق والعدل أساس في هذا الكون, وأصل في بناء السماوات والأرض, فبالحق قامت السماوات والأرض, ولذلك يقولون: (الحق أبلج والباطل لجلج) , ويقولون: (دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة) ! إذاً، الحق أصل والعدل أساس تعود إليه هذه الدنيا ويوم بدأت الدنيا بدأت بالحق, وتنتهي الدنيا أيضاً إلى الحق, وبعد الدنيا يتجلى الحق في أوضح وأظهر صوره يوم ينزل الله تعالى لفصل القضاء بين عباده، وتوضع الموازين القسط ليوم القيامة قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47] .
فالحق أصل عظيم بدأت منه هذه الحياة وتنتهي إليه, وكثير من الناس يترددون في قبول هذا الكلام, ويتعجبون وربما رمونا بشيء من قلة الفهم وقلة الإدراك، وقالوا: كيف تزعمون هذا الزعم وأنتم ترون أن هذه الدنيا بطولها وعرضها تسيطر عليها حضارات مادية، وأمم كافرة، وقد مد الله تعالى لهم وأعطاهم، ووسع لهم في الرزق وفتح عليهم أبواب كل شيء، ومع ذلك لا زلتم تقولون: الحق والعدل؟!!