انتشار الفساد مع وجود الصحوة

Q تتحدث عن الصحوة الإسلامية بأسلوب يوحي بأنها الوحيدة على الساحة، مع العلم بأن الفساد الاجتماعي والفكري والإعلامي يسير بجانب الصحوة جنباً إلى جنب كفرسي رهان، بل إنه يسبقها أحياناً في بعض المجالات، وهذا يراه رجل الشارع العادي في الأسواق والأماكن العامة، إلى أي شيء تعزون هذا الانفتاح الفاسد في المجتمع جنباً إلى جنب مع العودة الأصلية إلى دين الله عز وجل وجزاكم الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم صحيح أن الفساد الأخلاقي والاجتماعي والإعلامي وغيرها من ألوان المفاسد هي الأخرى موجودة، ونحن حين نتحدث عن الصحوة الإسلامية لا نعني أن الأمة أصبحت كلها تحت راية هذه الصحوة إنما طوائف من هذه الأمة، أصبحت الأمة، ممثلة في جيلٍ منها تتجه في الوقت الذي كثير من الناس يشاهدون مظاهر الفساد ولا يشاهدون في مقابله مظاهر الخير والصلاح، وهناك جزء من هذا الموضوع سأشير إليه غداً إن شاء الله في المحاضرة التي هي بعنوان (الصراع بين الحق والباطل) وهو باختصار أن الوضع الذي وجد اليوم سيسير بالمجتمعات الإسلامية إلى النهاية تقول: لا مكان لأحد في الوسط، لا يوجد مكان في الوسط، أنت الآن بين طريقين، إما أن تسلك طريق الخير والحق والاستقامة، أو طريق الفساد والانحراف، في الماضي كان معظم الناس ربما في الوسط، إذا جئت إلى مجال الخير والعلم والدعوة لا تجد إلا القليل، وكذلك إذا جئت إلى مجال الشر والفساد الخلقي والفكري قد لا تجد إلا القليل، هذا في وقتٍ مضى، الآن المجتمعات تسير إلى صورة أنها تتميز إلى مجتمع إيمان لا نفاق فيه، ومجتمع نفاق لا إيمان فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015