السؤال الرابع: ما رأيك في الذين اعتزلوا في هذا الزمان وتشددوا بقصدهم أن الزمان فسد، وليس هناك أحد غيرهم صالح؟
صلى الله عليه وسلم أما قضية فساد الناس وأن الزمان لا يزداد إلا شدة، فهذا أمر لا شك فيه، والحديث في الصحيح عن أنس رضي الله عنه: {لا يأتيكم زمان إلا والذي بعده شر منه، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم} لكن المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف، وكذلك المؤمن، فطالب العلم ينبغي له أن يحرص على التسلح بسلاح المعرفة، والعلم، والإيمان، ويتكئ على قوم طيبين وصالحين يستفيد منهم ويتزود ويرتقي صعداً في مدارج الإيمان والكمال، ثم ينطلق جندياً مجاهداً في سبيل الله داعياً إلى الله حتى يعرف بين الناس بذلك، ويسهل عليه حينئذ أن يأمر وينهى ويوجه، ولا يدع الفرصة للفسقه، والعلمانيين، والقوميين، وأصحاب المذاهب الأرضية، وأصحاب المطامع الشخصية، ليتولوا قيادة المجتمعات وريادتها، فإن هذا لا يجدر بالمسلم القوي.