السؤال الثالث: إنني شاب أحب الشباب الطيبين والجلساء الصالحين، وأنهم جلسائي دائماً سواء في حلقة القرآن، أو في المركز أو في غيره، وإنني أتحمس إلى الخير وأنا معهم، ولكن حينما أخلو مع نفسي، أو أكون منفرداً وأسير مع أقاربي في المجتمعات العائلية أقلل من فعل الخير وقد أجد نفسي غارقاً في الشهوات دونما علم مني فماذا أفعل أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم هذا مثال ودليل على أهمية المخالطة للصالحين، وكثرة الاحتكاك بهم، وغشيان مجالسهم، ومنتدياتهم، وحلقاتهم، ونحوها، فإنها تزيد الإيمان وتقويه، وتزيد علم الإنسان وحماسه، ورغبته في الخير، فعلى الإنسان أن يكثر من حضور مثل هذه المجالس، أما كونه إذا فقد هذه المجالس أو ابتعد عنها واختلط بقوم من الأقارب وسواهم ممن لا يزيدونه في العلم ولا في العمل، شعر بقسوة في قلبه، فإن هذا أمر ليس بالغريب بل هو أمر طبيعي، وعلى الإنسان أن يحرص على تكوين نفسه وبناء شخصيته بناءً قوياً بحيث يكون مؤثراً لا متأثراً، ويحرص على أن يكون في المجالس التي يوجد فيها شخصاً محترماً معتبراً ينظر إليه، ويستطيع أن يوجه هذه المجالس الوجهة الصالحة، ويدير الحديث فيها حول أمور مفيدة، أو على الأقل حول أمور مباحة لا إثم فيها، فإن كان هذا الإنسان صغيراً وغير مؤهل لمثل هذا الدور، فعليه ألا يكثر من غشيان هذه المجالس، إلا في حالات يشعر أن المصلحة ظاهرة في حضورها، ثم لا ينبغي أن يطلق العنان لنفسه بالوقوع -كما قال- في الشهوات، أو في المحرمات أو سواها.