قصيدة عن البوسنة والهرسك للأستاذ: عبد الله العسكر.
هذه القصيدة قلتها عندما سيطرت الدول الغربية بعد حرب الخليج، وعندما تبين ما فعلته في البوسنة والهرسك من تخاذل كشف ما يسمى "بالقانون الدولي، والنظام الدولي الجديد" ومن وجد فيها شيئاً من المبالغة فهي شعر، والشعر إذا لم يكن فيه مبالغة، وشيء من الإثارة فهو نثر.
فلذلك أرجو من المشايخ، والإخوان الذين قد يعتبون عليها، لذلك أن يمروا بها مر الكرام، وأن يستروا عورها: سراييفو الجريحة سامحينا إذا قلنا لعلك تسلمينا إذا كانت إغاثتنا هباء دواء أو غذاء أو أنينا نرجي هيئة الأمم التفاتاً وقد كاد الأمين بأن يخونا ولو كنتم يهوداً أو نصارى وجدتم مجلس الأمن المعينا وغطت جوكم أسراب حرب تدمر من قنابلها الحصونا ولو كنتم خليجاً سال نفطاً لزمجر بوش إنا قادمونا وندد بالكوارث والمآسي وأجهش يذرف الدمع الثخينا وأقنع مجلساً للأمن يدعى وطوع كيده روسا وصينا هو القانون أعور حين يهوى فيبصر جانباً ويتيه حينا فأغضا عن أسى البلقان جفناً وأبصر في الخليج البائسينا ولم ير في الخليج دماء شعب ولكن أبصر النفط الثمينا وخمر النفط تسكر كل صاح وتمنح كل ذي عقل جنونا فمن في عينه منا غيوم رأى في الصرب ما فتح الجفونا أدرتم في الخليج رحى حروب تدور على جماجمنا طحونا وما جئتم لقانون وحق ولا لحماية المتوسلينا ولكن قلتمُ هبت رياح ألا نذروا بها سماً دفينا ندمر بيتهم ونقول نحمي بأسلحة ومالاً يجمعونا فهل هذي النهاية أم ستأتي فصول رواية عنها عمينا ولو كان الخليج بغير نفط لأمسى مِن تدخُّلكم أمينا تجرون الحليف لكل فخ لكي يبقى بأيديكم رهينا فلا حلفاؤكم عرفوا طريقاً ولا أنصفتموا منهم خدينا نصبتم في الخليج فخاخ مكر ليخنع في إساركمُ حزينا فيصبح شعبنا بقراً حلوباً وصيداً في شباككمُ سمينا فتبنون الحضارة في رباكم وفوق ظهورنا نبني ديونا زرعتم فتنة سقيت بظلم فجاء حصادها حقداً دفينا رفضتم في الجزائر حكم شورى وأيدتم بها جيشاً تخينا فصارت دولة الشورى حراماً علينا إن رعت خلقاً ودينا تريدون الحكومة مثل غرب أكنا في حضارتكم بنينا لنا خلق وللإفرنج خلق أيفرض دينه حتى ندينا لنا مثل وللغربي مثل وما كل الحضارة من أثينا نظامكم الجديد إذاً يرانا قطيعاً في المسارح أو زبونا شعوب الغرب ساستكم دهتكم ونحن بساسة منا بلينا فلا في الرأي قادتنا أصابوا ولا رؤسائكم صدقوا ظنونا وكان الشعب فيكم أهل شورى وكان الشعب فينا مستكينا جهلتم مرة أخرى جهلتم كما جهل الصليبيون حينا لماذا أيها الرؤساء فينا نشرتم خزيكم في العالمينا تراضيتم فأخفيتم بلايا وأبدى الخلق سركمُ المصونا فكفر بعضهم بعضاً وآخى صليبياً وصهيوناً لعينا تفرقتم إلى عرب وعجم وسودتم مذل المسلمينا نقضتم عروة ما بين عُرب وعادى كل ذي قِرن قرينا تشرذمتم إلى يمن وشام وأمسيتم يساراً أو يمينا تفرقتم على واد ومرعى وأجمعتم محبة قاتلينا تعارضت المصالح والمبادي فمد عدوناً كفي أخينا تشعبتم إلى مُلاَّك نفطٍ وقحط دمر الدنيا ودينا فيسكن في المقابر بعض قوم وفوق السُّحْب يلهو آخرونا ومات من المجاعة بعض شعب وهدت بطنة رهطاً بطينا أيا قتلاً بسيف قد سقلتم بمال قد أضعتم حدثونا أما للعرب صار لهم دماراً وصار سلاحهم لهمُ منونا فيا حرب البسوس ألا سلاماً لقد عدنا لفخرك باعثينا وحزب البعث شق لنا قبوراً لحدنا مجدنا فيها دفينا فهب أن الكويت لكم حلال أتنطح صخرة كسرت قرونا ويا حكام أندلس سلام فقد كنتم لنا سلفاً رصينا أيا عرب الخلاف ألا ائتلاف وقد صرتم حديث الشامتينا تنادوا للتصالح قبل يوم تعضون الأصابع نادمينا غداً إن جف حقل النفط تبقى حقول الحقد بركاناً سجينا ذروا نبش العداوة فهْي نار ستحرق نابشيها أجمعينا وهل أمريكيا في كل خطب ستبني حولكم سوراً حصينا ألا يا عرب أندلس أفيقوا أما فتق الصباح لكم عيونا لماذا أيها الحكام فينا تفرقتم يساراً أو يمينا وأجمعتم على شكوى شباب تدين بعد أن عرف اليقينا فبعض إن تفرنج قيل مرحا وآخر من تدينه أهينا أصار الكفر والتغريب علماً وصار العري والبالي فنونا مباح أن ترى فخذاً ونهداً ويحرم أن ترى جسداً مصونا فللفساق قد فتحوا الملاهي وللعباد قد فتحوا سجونا وما عاد التطرف غير رفض لعلمانية نشرت مجونا ترون منابر الآراء عنفاً أليس العنف قتل الواعظينا وما الإرهاب إلا رد عنف على قهر رعاه الحاكمونا تريدون الديانة حفظ نفس ونصاً لا يحرك خاملينا وليس الدين مسبحة وذكراً وهزاً للرءوس ولا سكونا ولكن نهضة تحيي وتغني وتحمي عند نكبته عرينا تعالوا صافحوا جيلاً جديداً يريد وقد أفاق بأن يكونا وهاتوا بالحوار رشيد رأي يقارع غامضاً حتى يبينا فإن الرأي ينضج بعد بحث كما أخصبت بالمحراث طينا أيا عرب التخلف هل وعيتم من النكبات درس الذاكرينا فمن رام الحياة بغير فكر تبدد في عواصفها طحينا ومن حفظ الحضارة لمع نفط لقد أهوى به حتى يهونا ومن ظن الحضارة في سلاح فقد أضحى به يوماً طعينا ومن حسب الحضارة في المباني فقد ظن الورى حجراً وطينا فلن تبني بها رأياً حكيماً ولو ربيت مخلوقا سمينا فليس حضارة زرع وصنع إذا لم تبنِ إنسانا رصينا وما شاد الحضارة غير عقل تحرر مستنيراً مستبينا ولا يبني العقول سوى حوار وشورى تقتل الرأي الهجينا ولا يبني الحضارة غير شعب تساوى الناس فيه أجمعينا فلا أمراؤه نالوا امتيازاً ولا أحراره صاروا قطينا أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق والسداد، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً.
نعم: مسبحة بكف -جزاك الله خير-، هذا التعديل من أفضل التعديلات؛ لأن كلمة (ذكر) كان فيها نظر جزاكم الله خيراً.
قال مقدم اللقاء حفظه الله: لا فض الله فاك وجزاك الله خيراً.
وفي الختام كلمة للشيخ عبد الرحمن الصغير مندوب الدعوة والفتاوى في الخرج: