سادساً: المشاركة بالنفس، وهذا يكون بالدعوة إلى الله تعالى، هؤلاء الجهال اذهب إليهم وعلمهم، فإن النقد المجرد، حيلة نفسيه، حين تقول: هؤلاء جهال، أذهب وعلمهم يا أخي، يجب أن تنزل للميدان، وماذا تنتظر من مسلم جلس أكثر من خمس وسبعين سنه تحت مطارق الشيوعية، في روسيا، أو في يوغسلافيا، أو في ألبانيا، أو في غيرها، هل دعوته أنت؟! هل علمته؟! هل فهمته فأعرض ورفض وأنكر؟ هذا أمرُُ آخر.
الذهاب للجهاد في البلاد الملتهبة مطلوبٌ، ممن يملك ذلك، ولكن ينبغي أن نعلم أن من أعظم ألوان الجهاد أن نعلمهم الدين، ونعرفهم ونعرف هؤلاء الشباب المتحمسين للجهاد، الذين نشد على أيديهم، ونقول: هلموا، فالمسلمون يحتاجونكم في كل مكان، في يوغسلافيا، وفي غيرها، نقول لهم: مع ذلك كله ليس بالبندقية وحدها ينتصر الإنسان، قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون) َ) [آل عمران:160] وقال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:126] وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51] .