Q هل نستطيع أن نقول: إننا في عصر الغربة أو في بداية عصر الغربة؟
صلى الله عليه وسلم نعم لاشك أننا في هذا العصر نعيش جوانب من غربة الإسلام في أمور كثيرة، غربة الإسلام في جانب الحكم, فإن الحكم بما أنزل الله نادر في هذا الزمان، وكثير من البلاد لا تحكم بما أنزل الله عز وجل في الدماء, ولا في الأموال, ولا في الأعراض, ولا في الأبشار, ولا في غيرها, وأقل البلاد تحكم بما أنزل الله فيما يسمونه بالأحوال الشخصية, في الطلاق، والمواريث، وما أشبه ذلك, وحتى في قوانين الأحوال الشخصية أو فيما يسمونها بالأحوال الشخصية حاولوا تحويلها في عدد من البلاد إلى قوانين وضعية.
غربة للإسلام في الجهاد, فإن الجهاد في سبيل الله الذي يهدف إلى رفع كلمة الله كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وقد أصبح الجهاد ألعوبة يعلنه كل يوم طاغية, أو فاسق, أو علماني, أو بعثي, أو كافر, يضحك على عقول الناس برفع هذه الكلمة, وما أكثر ما سمعنا من هذه النداءات والصيحات بالأمس أعلنها الخميني , واليوم أعلنها صدام، وقبل ذلك وبعد ذلك وما أكثر هذه الدعاوى, فأصبحنا نعيش غربة الجهاد الحقيقي، وغربة الجهاد في سبيل الله, غربة في السلوك, غربة في الفكر, ولكن مع ذلك ينبغي أن ندرك أن هذه الغربة ليست هي الغربة الأخيرة, لا, إنما هي غربة كغربة الإسلام في عهد الصحابة رضي الله عنهم -في أوائل عهود الصحابة- غربة نرجو وننتظر أن يتلوها زوال لهذه الغربة, وارتفاع لشأن الإسلام, فأنا أشبه هذه الغربة بالشمس أول ما تشرق أشعتها ليست منتشرة، لكنها قوية، وحية، ومشرقة، وتزداد لحظة بعد لحظة, وليست الغربة الأخيرة التي في آخر الزمان، والتي يمكن أن تشبه بالشمس قبيل الغروب, الشمس على رؤوس الأبنية, وأطراف النخيل, والجبال المرتفعة, وما هي إلا لحظات حتى تغيب الشمس ثم ينتهي الأمر, لا, فينبغي أن يكون عند الإنسان ثقة بوعد الله عز وجل وأن المستقبل لهذا الدين كما ذكرنا.