الأسئلة لإظهار المعرفة أو مصادمة الأقوال

كذلك بعض الإخوة -هدانا الله وإياهم- يسألون كل أحد، فإذا سألك إنسان، فتسرعت في الجواب عما سأل, قال لك: ولكن أنا سألت الشيخ فلاناً وقال كذا, وسألت فلاناً وقال كذا, وسألت فلاناً وقال كذا! فأصبح هذا الإنسان يمر على الناس كلهم ويسأل كل عالم, أو طالب علم, أو إمام مسجد عن هذه المسألة، ويضرب أقوال بعض الناس في بعض, وهذا ليس بلائق, بل على الإنسان أن يكتفي بسؤال واحد.

أخيراً بعض الأسئلة تكون لإظهار الخبرة والمعرفة, سألني في يوم من الأيام أحد الشباب عن حديث من الأحاديث المُشْكِلة التي يسميها العلماء أحاديث مشكلة, أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون معناها، غير ظاهر يحتاج إلى بيان, فسألني عن هذا الحديث فأجبته بما أعلم, وذكرت، له أقوال بعض أهل العلم التي أحفظها, فقال: ولكنني قرأت في كتاب كذا, كذا وكذا , وقرأت للبيهقي كذا وكذا , وقرأت لـ ابن قتيبة كذا وكذا , وقال ابن فورك كذا وكذا , وصار يسرد لي حوالي عشرة أقوال, فقلت له: ما شاء الله، تبارك الله! إذاً أنت يا أخي قد أحطت بالموضوع علماً, ومثلك لا ينبغي أن يسأل عن مثل هذا الموضوع, إنما يسأل الإنسان عما لا يعلم, أما ما يعلم فلا داعي للسؤال عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015