ثالثاً: الانحراف السلوكي: باعتقاد أن صفاء القلب يكفي، والبعض يقولون أحياناً: ربك رب القلوب، والمهم هو الباطن، وبعضهم قد يقول: {إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله} وهذا حديث متفق عليه عن النعمان بن بشير، لكنهم يفهمونه خطأً، فالحديث معناه: إذا صلح القلب، صلحت الجوارح، ومن أدعى صلاح القلب، فالدليل على ذلك جوارحه، لكن البعض يفهمونه خطأً، فيظنون أن معني الحديث، أنه إذا صلح القلب كفى عن غيره، والواقع أنّ الرسول عليه الصلاة السلام قال: {صلح الجسد كله} ومثله الحديث الآخر: {التقوى ها هنا} نعم التقوى محلها القلب، ولكنها تفيض على جوارح الإنسان، وعلى سلوكه، وعلى أعماله، وعلى أخذه، وعلى إعطائه.
والإسلام لم يبعث فقط لإصلاح القلوب، بل بعث لإصلاح القلوب، والسلوك، والحياة الفردية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والعلمية، وغيرها، ولا شك أن الانحرافات السلوكية مثل: أكل الحرام، أو النظر إلى الحرام، أو تعاطي الحرام، أو التعامل بالحرام، على مستوى الفرد، والجماعة، والدولة، هو من أسباب تشتت القلب، وبعده عن الله تعالى، ومن أسباب ضعف الهمة، ومن أسباب الخور والجبن والخوف، ومن أسباب قلة التوفيق للعبد في دينه ودنياه.