معنى الاستواء المذكور في سورتي البقرة والدخان

وأما الموضعان اللذان أشرت إليهما وهما قوله تعالى في سوره البقرة: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة:29] والموضع الثاني: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت:11] فالظاهر -والله تعالى أعلم- أن المقصود في الاستواء في هذين الموضعين غير الاستواء المذكور في المواضع السبعة التي سردها المصنف؛ بل يكون المعنى: استوى أي: قصد، كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره وغيره من المفسرين السلف رضي الله عنهم.

ومنهم من ساق هذه المواضع على أنها داخلة في مواضع الاستواء على العرش؛ لكن صنيع المؤلف رحمه الله في هذا الموضع وغيره يدل على الأول، وأن المقصود بالاستواء المعدّى بـ (إلى) : هو القصد بإرادة تامة، وهو غير الاستواء على العرش المذكور في هذه المواضع السبعة.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015