قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ) [الفرقان:59]

وهذه أيضاً كما في آية سورة طه؛ فإن فيها بعد إثبات استواء الله على العرش، وذكر اسمه الرحمن؛ خبرته وعلمه الشامل بكل شيء، قال تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان:59] فهو تعالى مستو على عرشه، ومع ذلك فهو قريب من خلقه خبير بأحوالهم؛ ولهذا يكثر أن يقرن الله سبحانه وتعالى ذكر العلو والاستواء بذكر العلم والإحاطة؛ إشارة إلى أن الله تعالى قريب من خلقه، قريب منهم بعلمه وإحاطته ورحمته ونصره؛ لمن يستحق الرحمة والنصر والتأييد من المؤمنين فلا تعارض بين هذا وذاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015