وهذه كالآيات كالتي قبلها في إثبات استواء الله تعالى على عرشه، وأنه مع استوائه جل وعلا على هذا العرش؛ فإنه له ملك كل شيء، وهو العليم بكل شيء، كما قال تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه:6-8] فمجد الله عز وجل نفسه بهذا التمجيد العظيم، وبين إحاطة علمه بكل شيء، وأنه مع استوائه على عرشه؛ فإنه قريب من خلقه، محيط بهم، عالم بأسرارهم وخفاياهم.