مذهب أهل السنة في الاستواء

فهذه المواضع كلها تنص على استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه، وأهل السنة والجماعة كلامهم في الاستواء هو ككلامهم في بقيه الصفات: يثبتون لله تعالى استواءً حقيقياً يليق بجلاله، فيفسرون (استوى) بمعنى من المعاني الشرعية التي لا تخرج به عن معناه الصحيح؛ كاستقر، وعلا، وصعد، وارتفع، ونحوها هذه العبارات الأربع التي نقلت عنهم في تفسير الاستواء.

وهو على كل حال استواء حقيقي يليق بالله تعالى، ولا يلزم منه ما يلزم من استواء المخلوقين على شيء من المخلوقات، بل لله تعالى المثل الأعلى، ولا يشبه أو يمثل بخلقه، ولا يلزم من استوائه على عرشه ما يلزم من استواء الإنسان -مثلاً- على الأرض أو على الكرسي أو على غيرهما من اللوازم الباطلة؛ بل نحن نثبته كما جاء في النص دون أن ندخل في تكييفه، ولا نشبهه بأحد من خلقه، ولا يلزمنا تلك اللوازم الباطلة التي أشار إليها أهل البدعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015